لقد تم في إطار مشروع تعاون النظراء تنظيم أول زيارة دراسية إلى العراق في شهر حزيران/يونيو 2022، وذلك بين ممثلي محافظة الأنبار وفريق المشروع من سلوفينيا.

وقد تم إنشاء مركز التطوير الزراعي في الرمادي في نطاق هذا المشروع، وتم تجهيزه وتجنيد الموظفين لإدارته. وجمع اللقاء المباشر ممثلي محافظات الأنبار، وموظفي المركز، وخبراء في مجال الزراعة، وحماية البيئة، وإدارة الموارد الطبيعية، فضلا عن ممثلي السلطات المحلية من سلوفينيا والأنبار.

بدأت الزيارة الدراسية باحتفال رسمي استضافه نائب محافظ الأنبار المهندس جاسم محمد عبد الله الحلبوسي، حيث رحب بحرارة بالوفد السلوفيني المكون من الخبير في مجال الزراعة الدكتور بلاج غرمشك وشركاء المشروع السلوفينيين من شركة زافيتا للاستشارات البيئية ممثلة بالسيد ماتياج خارميل والسيد ماتيوش برميليتش.  وأعرب نائب المحافظ عن شكره للوفد الزائر على جهوده المبذولة في المشروع المشترك، وكذلك عن أمله بنجاح نقل الممارسات الجيدة إلى المحافظة.

هدفت الزيارة الدراسية إلى تطوير المحتوى التدريبي الخاص بالمزارعين، حيث سيقوم موظفو مركز التطوير الزراعي بتنفيذه، وهدفت أيضًا إلى عقد تدريب حول إنتاج الخضروات، وعرض مجالات التسويق المبتكرة والاتفاق حول خطوات المشروع التالية.

وفي نفس الوقت قدم ممثلو محافظة الأنبار عرضًا تعريفيّا عن إنتاج الخضار، والتحديات والمشاكل والاحتياجات في المنطقة. وقام فريق المشروع الشريك (السلوفيني) بزيارة مزارع ودفيئات مختلفة، وناقش الفرص المتاحة من أجل إنتاج أفضل. وفيما يتعلق بإمكانية نقل الممارسات في مجال الزراعة من سلوفينيا إلى العراق، سلط الدكتور غِرمشِك في كلامه الضوء على المواضيع الهامة التي تم تناولها في مجال الزارعة، وقال: “لقد حددنا فرصة جيدة لنقل نماذج مختلفة للإنتاج البستاني الذي يمكن التحكم به، مثل التهوية العلوية أو الجانبية، أو التبريد باستخدام بخار الماء أو التهوية، بالإضافة إلى الري باستخدام تقنية التنقيط السطحي أو الغائر في التربة. بالإضافة إلى الآلات على اعتبارها بمثابة سوق متخصص يفتح مجال التعاون مع قطاع الزراعة في العراق. وبدورها توفر هذه الآلات المساعدة في عملية نقل المحاصيل، والمساعدة في كل شيء من قطف المحاصيل إلى فرزها وتعبئتها. وبالنظر إلى أن تربية النحل في سلوفينيا صناعة متطورة، وبما أن لدينا الأكاديمية السلوفينية لتربية النحل، أرى وجود فرصة سانحة لنقل المعرفة في هذا المجال إلى مربي النحل العراقيين والمؤسسات العراقية “.

وفي اليوم الثالث للزيارة، ناقش الوفد الزائر الأساليب الحديثة والمبتكرة في مجال التسويق، حيث قدم رئيس البلدية الدكتور فلاديمير بريبيليتش، الذي انضم إلى الاجتماع عبر الإنترنت، قصة كنوز كوتشيفي، وهي عبارة عن تعاونية أنشأها 6 أعضاء في عام 2015 وبمبادرة من بلدية كوتشيفي، وتضم اليوم 13 عضوًا وأكثر من 40 شريكًا تجاريًا.  وتدير التعاونية مشتلًا يحتوي بستانًا أسسه أعضائها ويضم ما يقرب من 400 شجرة فاكهة وحديقة للنباتات العشبية، وينتج الفواكه والخضروات. بالإضافة إلى وجود المنحل التعليمي حيث يمكنك التعلم عن حياة النحل وعمليات إنتاج العسل. وتتمثل الأنشطة الرئيسة لعمل التعاونية في توفير الأغذية المنتجة محليًا للمؤسسات العامة – المدارس ورياض الأطفال ودور المسنين. وقد تلقت التعاونية المساعدة من حاضنة أعمال كوتشيفي في تأسيس شركة ناشئة.

وتولت التعاونية أيضًا مسؤولية إدارة الحدائق الحضرية لأنها تسعى إلى توفير مساحات زراعية للأشخاص الذين يعيشون في مبانٍ سكنية متعددة الشقق. ويوفر متجر كنوز كوتشيفي الواقع في وسط المدينة أكثر من 170 منتجًا محليًا بجودة عالية.

وعودة إلى الأنشطة الخاصة بالزيارة، فقد تم إجراء تدريب شامل للشركاء من محافظة الأنبار حول موضوع المبيعات المباشرة والتسويق المشترك والأسواق الافتراضية، وذلك لاطلاع المزارعين في منطقة الأنبار على فرص التسويق المتنوعة، وكذلك الدور الذي يمكن للمحافظة لعبه في هذا الإطار..

تـأتي جميع أنشطة المشروع ضمن برنامج «دعم تعافي واستقرار العراق عبر التنمية المحلية»، الذي يموله الاتحاد الأوروبي وينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

اترك جوابا