التقى شركاء المشروع في 9 تشرين الثاني/نوفمبر بمناسبة الحفل الختامي عبر الإنترنت للاحتفاء بإنجازات التعاون المثمر بين محافظة الأنبار وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبلديات السلوفينية وشركاء المشروع. حيث قام كل من السيد جاسم محمد عبد الله الحلبوسي، نائب المحافظ ورئيس فريق مهام المشروع، والسيد معن محمد حمزة، المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الرمادي، والسيدة ياسمينا فيدمار، السكرتير العام لاتحاد البلديات والبلدات في سلوفينيا بإلقاء كلماتهم الختامية بهذه المناسبة.
قامت السيدة ياسمينا فيدمار باستعراض النقاط الرئيسة لمشروع التعاون في كلمتها، وجاء فيها ما يلي: “يمثل مركز التطوير الزراعي الذي تم إنشاؤه بصفته الُمخرج الأساسي للمشروع نقطة لقاء هامة بالنسبة للمزارعين في المحافظة. ولهذا، فإن نقل الخبرات الزراعية وتجارب العمل في مجال التشبيك هو أحد مساهمات المركز الرئيسة التي تُمكّن من إرساء العلاقات طويلة الأجل مع مختلف أصحاب المصلحة من المستوى المحلي إلى المستوى الدولي. ونحن على ثقة بأن الموظفين الخمس العاملين تحت إشراف ديوان محافظة الأنبار سيواصلون عملهم بطريقة تشاركية ومهنية وتعاونية مع المزارعين. وندرك في كثير من الأحيان أن المزارعين بحاجة إلى الدعم النشط من المجتمعات المحلية وصناع القرار. ويجب ألا ننسى أن التكامل والتعاون عملية ذات اتجاهين فيها أخذ وعطاء، ونحن جميعا جزء منها “.
وفي كلمته الختامية ذكر السيد جاسم محمد عبد الله الحلبوسي، نائب المحافظ ورئيس الفريق مهام المشروع، أن الشراكة التي أقيمت في هذا المشروع لها فوائد عديدة بالنسبة لمحافظة الأنبار. وسلط الضوء على التحديات التي يواجهها قطاع الزراعة أكثر من غيره من القطاعات قائلًا: “نحن نواجه درجات حرارة قصوى وهناك حاجة كبيرة لإنشاء أنظمة للري. كما أننا نواجه تحديًا لحماية أنفسنا من الظواهر الجوية المتطرفة. ولا يزال المزارعون عندنا يستخدمون التقنيات القديمة التي نريد تحديثها. ولكننا نحتاج أيضًا إلى استراتيجية تسويق جديدة”. وفي نهاية كلمته قال إن الشراكة في هذا المشروع دعمت أصحاب المصلحة العراقيين، وكان لها فائدة بالنسبة لمحافظة الأنبار.
وسلط السيد سنان محمد علي، مدير إدارة زراعة الجزيرة وعضو الفريق مهام المشروع، الضوء في كلمته على التجربة الإيجابية التي اكتسبها الفريق من خلال مشروع الشراكة. وأكد في معرض حديثه على أهمية محافظة الأنبار في مجال الزراعة بالنسبة للعراق، وجاء في مداخلته ما يلي: “المساحة الزراعية في هذه المحافظة تشكل ثلث إجمالي أراضي العراق الزراعية، وتوجد فيها نسبة عالية من السكان الذين يعيشون على الزراعة”.
وقد جاءت هذه الفعالية الختامية بمثابة اللقاء الرسمي الخامس والعشرين ضمن فعاليات المشروع، حيث عقد الشركاء إلى جانبها 50 اجتماعًا غير رسمي. وكان شركاء المشروع خلال عملية التنفيذ على تواصل دائم، وذلك عبر غرف المحادثات على الإنترنت وعبر البريد الإلكتروني والمحادثات الهاتفية. وتم إجراء زيارتين دراسيتين، واحدة إلى العراق في شهر حزيران/يونيو 2022 والثانية إلى سلوفينيا في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2022. وخلال الزيارة قام الوفد العراقي بزيارة المعهد الزراعي، حيث أتيحت له الفرصة للتعرف على الممارسات الجيدة التي أدخلت في قطاع الزراعة في سلوفينيا. ويمكن لهذه الممارسات أن تكون بدورها مصدر إلهام في تنمية القطاع الزراعي في الأنبار مستقبلًا. وأضاف الدكتور عبود محمد هزيم الخبير الزراعي ونائب رئيس فريق مهام المشروع في هذا الصدد معلقًا: “نود أن نجعل مركز التطوير الزراعي مركزًا تعليميًا يقدم المساعدة للمزارعين. لا يزال أمامنا العديد من التحديات، لكننا سنسعى جاهدين لتحقيقها لأننا مقتنعون بأن تحديث الزراعة وتحسين الوضع للمزارعين يمكنها تحقيق الاستقرار. الزراعة هي في الواقع أهم مصدر دخل بالنسبة لأهالي الأنبار”.
وبدوره قسم ماتياج هارميل، مدير شركة زافيتا الاستشارية، في حديثه نتائج المشروع إلى ثلاث مجموعات: وضع الأساس لمركز التطوير الزراعي وإنشائه، وإعداد خطة الاستدامة وتعزير التعاون، وجاء في حديثه الآتي: “في بداية المشروع تواصلنا بحذر شديد، وتجنبنا الأسئلة غير المعروفة وغير المحبذة، التي أعاقتنا جميعًا عن التقدم في تنفيذ المشروع. واستطعنا كسر الجليد عندما تعرفنا على بعضنا البعض بشكل شخصي، وأنشأنا علاقة تدعم العمل الفعّال، حيث كان لها نتائج جيدة”. وأضاف أيضًا: “كان إعداد المشروع وتنفيذه تحديًا كبيرًا للغاية بالنسبة لفريقنا. كنا ندرك أننا نسبر منطقة ذات ثقافة وطريقة عمل مختلفتين. ولكن هذا الأمر كان الهدف من التعاون بين النظراء وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة. وبالإضافة إلى ذلك، جعلت جائحة كوفيد تنفيذ المشروع أمرًا ليس بالسهل أبدًا. لكننا الآن وصلنا إلى النهاية، وبإمكاننا الافتخار بتحقيقنا الأهداف المحددة”.
وقام السيد ماتيوش بريميليتش، مدير المشروع في زافيتا الاستشارية، باختتام اللقاء مذكرًا الحضور بهذه الكلمات: “لكل نهاية بداية جديدة. نأمل أن تسهل خطة الاستدامة الإجرائية ليس فقط عمل مركز التطوير الزراعي وموظفيه، ولكن أيضًا توليد الأفكار المستقبلية وتسهيل تحقيقها. إن الخطة تعكس الأنشطة التي تم القيام بها خلال عام ونصف بشكل جيد، حيث قام النظراء بإعدادها بشكل متبادل. وأود أن أشكر الدكتور عبود وفريقه على مساهماتهم في هذه الوثيقة المشتركة”.
وقد شكر المشاركون بعضهم البعض على المساعدة التي قدمها كل منهم وعلى تعاونهم. كما قام المنسق الإقليمي محمد ناصر وموظفو مركز التطوير الزراعي الذين حضروا الفعالية الختامية بتقديم التهاني للحضور. وأعرب الشركاء السلوفينيون عن دعمهم للزملاء العراقيين، وعن رغبتهم في توفير كل ما يلزمهم من معارف وخبرات في المستقبل.
يمول الاتحاد الأوروبي مشروع “تعزيز التنمية الزراعية عبر تبادل الممارسات الجيدة والمشاركة النشطة”، ويقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق بتنفيذه.